الوضعيات الديداكتيكية أو التعليمية

الوضعيات الديداكتيكية أو الوضعيات التعليمية:
تشكل الحاضنة لتعلم المتعلم المتن التعليمي بما فيه من بعد ابستيمي وسيكولوجي ومهاري واجتماعي وقيمي وفلسفي وغائي وإيديولوجي … فهي السياق الطبيعي الذي يمتد من الوسط المعيشي للمتعلم ـ الذي يعج بسياق غني ومتجدد من الأحداث اليومية التي تعلم الطفل علم الحياة خارج المؤسسة التعليمية ـ إلى الوسط المدرسي، الذي يجب أن يشبه على الأقل الوسط الأول واقعا أو افتراضا.وبالتالي،فإن الموقف التعليمي هو مصدر تعلم المتعلم.لأن الموقف هو صياغته أو منطقه الداخلي…إلخ.
تشكل المواقف سياقا لتعلم وتعطي المتعلمين العلامات التي تحفزهم على العمل على حل المشكلات بدلاً من تشكيلها في تحديات.ما تشكل معه الوضعية منبع التعلم. وبذلك تخلخل بنية المتعلم المعرفية، فتساهم في إعادة بناء التعلم لدية عبر تنظيمها على شكل شبكة معقدة من المعلومات والعالقات والمنبهات العصبية.
تتموضع الوضعية ضمن سلسلة مخططة من التعلمات داخل الدرس وهي المرتكز الذي تعتمده المقاربة بالكفايات والمدرسة المعرفية في بناء المعرفة وتطبيقاتها … وعليه؛ فحسب دليل المقاربة بالكفايات لوزارة التربية الوطنية فإن ” الوضعية إطار سياقي يجعل المتعلم يحس بأنه في وضع مألوف، غير أن هذا الإطار يضعه أمام عائق جديد ومركب يتم تصوره مشكال يجب حله كمهمة يكلف إنجازها في كل مرة جهدا أكبر يتطلب تعبئة انتقائية ومندمجة لموارد أو معارف تم اكتسابها من قبل”. ص62 .كما ” أن التعلم المدرسي ال يمكن أن يتم إلا في إطار وضعية ما.
إن الذات تعطي معنى لما تقوم به وتقوله أو تفكر فيه، في إطار وضعية ما ووفق طبيعة ومستوى أدوات تسجيل ومعالجة المعارف. ومعنى ذلك نظريا، أنها تستوعب الأشياء عبر إدماج الجديد بالقديم، علما بأن كل وضعية تشكل في الواقع ميزة خاصة وحيدة وأصيلة. لذلك يتعين عليها تكييف الدلالات السابقة ضمن نشاط مانح للمعنى. إن الوضعيات التي تواجهها الذات هي مصادر التعلم، ألنها تضع معارف الذات في مواجهة متطلبات الوضعية. وهي أيضا عبارة عن معيار، ألن دقة معارف الذات تقتضي أن تكون هذه الأخيرة فعالة داخل الوضعية ”
والوضعيات بما هي سياق مدرسي للتعلم تستدعي تفعيل الأبعاد البنائية والاجتماعية والتفاعلية فيها، بمعنى أن التلميذ يبني معارفه من خلال جدلية المعارف القديمة والمعارف الجديدة، وأنه يبني ذلك شخصيا من خلال تفاعله مع جماعة القسم ومع الوسط. وبذلك ( لا يمكن للتعلم المدرسي أن يحيا إلا في إطار وضعيات، باعتبارها مصدر ومعيار المعارف.